عماد حمدي، فنان قدير من الزمن الجميل، مشوار سينمائي طويل استمر أكثر من نصف قرن، احتفظ نصفها بلقب الفتى الأول على الشاشة، وعرف بمعبود النساء، قدم أدوار الرجل المتزن إلا من بعض الأدوار، ملامحه الهادئة ومظهره الوسيم صبغت عليه صفة الوقار في الأداء والسلوك، وهو الممثل الوحيد من أبناء جيله الذي لم يقدم أدوار الشر، ورحل عام 1984.
ولد الفنان عماد حمدي عام 1909، درس بمدرسة التوفيقية الثانوية بشبرا، عشق التمثيل وانضم إلى فرقة التمثيل بالمدرسة تحت إشراف الفنان القدير عبد الوارث عسر، فقدم دورا في مسرحية الملك لير وتكونت صداقة كبيرة بينه وبين بديع خيري المدرس بالمدرسة الذي شجعه على القراءة والاطلاع على الأدب الإنجليزي خاصة، التحق بكلية التجارة، بدأ حياته العملية بعد تخرجه كاتبا للحسابات بمستشفى الحميات ومنها إلى مستشفى أبو الريش، أنشأ بعد تخرجه مكتبا للإعلانات الصحفية، ونتيجة لنجاحه طلب طلعت حرب أن يضم هذه الشركة إلى شركات بنك مصر، فرفض هو وتوأمه عبد الرحمن، فتخلى بنك مصر وشركاته عن دعمهما بإعلاناته فأفلسا وانتهى مشروعهما.
رئيس حسابات ستديو مصر
التحق الفنان عماد حمدي بعالم الفن صدفة، هي صدفة دخوله مجال الفن حين شاهد عماد حمدي ذات يوم في طريق الفيوم تصوير فيلم "وداد" لأم كلثوم، وعرف من التجمهر أن "ستوديو مصر" ينتج الفيلم، فقرر أن يذهب إلى هناك لعله يجد فرصته، وعن طريق احد اصدقائه استطاع أن يعين في وظيفة رئيس حسابات في "ستديو مصر"، وأصبح قريبًا من الفنانين.
السوق السوداء كانت البداية
بحكم عمله في ستديو مصر كان من الطبيعي أن يتجه عماد حمدي إلى السينما لكنه حينها وصل إلى سن الثلاثين من عمره، فاختاره المخرج أحمد بدرخان لأداء دور في فيلم " السوق السوداء " فكان أول بطولة له، لكن فشل الفيلم ولم تتقبله الجماهير، ثم قدمه صلاح أبو سيف في فيلم "دايما معاك " وبعده فيلم " سجى الليل" مع المخرج هنري بركات عام 1948، ليبدأ بعدها مشوارا مع السينما كانت حصيلته 400 فيلما في أدوار متفاوتة في: خان الخليلي، أم العروسة، الخطايا، ثرثرة فوق النيل، المذنبون، إني راحلة، وكان آخر أفلامه " سواق الأتوبيس " إخراج عاطف الطيب.
تفوق الفنان عماد حمدي على نجوم جيله منهم حسين صدقي وأنور وجدي ومحسن سرحان بتحقيقه أعلى الإيرادات في أفلامه الأولى لسنوات حتى أصبح فتى الشاشة الأول في ذلك الوقت، فقدم مع فاتن حمامة وحدها أكثر من عشرين فيلما كان أشهرها بين الأطلال، موعد مع السعادة، موعد غرام، كما كون دويتو سينمائي مع الفنانة مديحة يسري وقدم معها عدة أفلام أشهرها الفيلم الشديد الرومانسية "إني راحلة" عن قصة يوسف السباعي.
من أشهر أزمات الفنان عماد حمدي التي تكررت في معظم أفلامه عبارة "مساء الخير يا نينة" التي عرف بها فتى مصر السينمائي الأول على مدى الأربعينيات والخمسينيات، حاول الانضمام الى البرلمان بالترشح للانتخابات عن دائرة قصر النيل إلا أن عدم عضويته للاتحاد الاشتراكي فترة كافية حالت دون ترشحه.
تزوج عماد حمدي 4 زيجات، هن الراقصة حورية محمد والممثلة فتحية شريف والفنانة شادية حيث استمر زواجهما ثلاث سنوات احتفظا بعدها بصداقة طويلة أثمرت عن تقديم 16 فيلما منها: ارحم حبي، المرأة المجهولة، وأخيرا تزوج نادية الجندي التي أنتج لها فيلم "بمبة كشر" وكان سببا في إفلاسه.
رحيل بعد فقدان حبيب الروح
بعد وفاة أخيه وتوأمه عبد الرحمن حمدي أصيب عماد حمدي بالاكتئاب وعكف في بيته ثلاث سنوات بعد أن هجره المعارف والأصدقاء، وتكالبت عليه الظروف الصعبة من كل جانب، حيث فقد ثروته وانتهى به المطاف ممثلًا باليومية في فيلم سواق الأتوبيس مع نور الشريف ثم أصيب بأمراض الشيخوخة وفقد بصره حتى رحل في مثل هذا اليوم عام 1984.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بوابة فيتو ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بوابة فيتو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.