فن / اليوم السابع

لميس محمد تكتب: أم كلثوم تذمرت منها.. ثم علمتنى الحب

مع مرور 50 عامًا على ذكرى رحيل كوكب الشرق أم كلثوم، التي أمتعت الملايين من المستمعين من حول العالم بـ أغانيها ووقع في الحب على كلماتها الكثيرون، ووقع في غرامها مؤلفوها الذين أثقلوا بكلماتهم شعورنا بالحب،  كذلك موسيقى الأغانى التي تمتعنا مهما طال وقتها، ومن منا ينسى كلمات الحب الأبدية التي نستخدمها إلى الآن مع رؤيتنا لـ موقف عظيم من سيدة أعظم فـ تجد نفسك تقول تلقائيا "عظمة على عظمة يا ست".

لكن رغم وقوعى الآن في حب السيدة العظيمة أم كلثوم، إلا أننى أتذكر دائمًا – في صغري - كم التذمر الذى كنت أشعر به مع ركوبى السيارة مع والدى ووالدتى وعمى الكبير "الله يرحمه"، وهما يستمعون بشغف لـ أغنية سيرة الحب، ويدندنون بأعلى صوت "يا اللي ظلمتوا الحب وقلتوا وعدتوا عليه، قلتوا عليه مش عارف إيه"، مهما كان وقت المشوار الذى نذهب إليه كانت هذه هي أغنيتهم المفضلة، التي يختارون تشغيلها والاستمتاع بها، إلا إنى كنت أتعذب أنا وأخوتى في هذا الوقت مع الاستماع لـ ساعات لـ أغنية واحدة.

ومع سير رحلتنا كان لا يحلو الليل فى الصيف دون كوب الشاي أو القهوة لهم في بلكونة "الشالية"، ومع السكون والهدوء يقرر والدى أن يقطعه بتشغيل الأغنية التي يتفاعل معها كل أفراد العائلة وآخرون يستمعون معنا، كل علاقتنا بهم أنهم يمرون في الشارع أو يسكنون بالقرب منا.

لكن مع مرور الوقت وفهم معانى الحب الحقيقة، وجدت نفسى أقوم بما يفعله والدى حتى الآن، مع سفرى بمفردى ولأن الطريق في الأغلب يكون طويلا، فأختار تشغيل الأغنية والغناء معها بـ أعلى صوت مع كوبليه "في الدنيا ما فيش أبدا، أبدا أحلى من الحب، نتعب، نغلب، نشتكي منه لكن بنحب".

وفى اعتقادى أن هذه الجملة من أوقع الجمل التي تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم في أغانيها المختلفة التي تحدثت فيها عن الحب والوحدة والعتاب وغيرها من المواضيع التي نعيشها، ولكن في سيرة الحب بالرغم من الألم الذى يمكن أن نشعر به بسبب فقدان حبيب، أو موت شخص عزيز إلى قلوبنا، إلا أننا نظل نحب، وتنوقع الأفضل، ونسامح من جديد، وبالتالي نبحث دائما عن من نفضل الاستمتاع معه بكل لحظات الحب، سواء أب أو أم، أخوة، أفراد العائلة، أو كل صديق حقيقى أثبتت بـ مواقفه عمق معانى أغانى أم كلثوم.


وبما أن الحب سيبقى هو المحرك الأساسى لكل أفعالنا اليومية، الذى يساعدنا على التغلب على أسوأ الظروف التي من الممكن أن نمر بها، لأنه بمجرد معرفة أن هناك شخصا واحدا على الأقل يحبك حبا صادقا وعفويا، فهذا يشعرك وكأنك امتلكت الدنيا وما عليها.


لهذا فأنا ممتنة على كل لحظة تذمر عشتها مع أغنية سيرة الحب لـ أم كلثوم في صغرى التي ساعدتنى على فهم المعانى الحقيقة الآن، والتمييز بين الأغانى الأصيلة التي تعيش حتى بعد مرور نصف قرن من موت صاحبتها، ويقوم بتشغيلها الملايين حول العالم، وليس فقط في الوطن العربى، ولكن عشق ملايين الأجانب موسيقى أغانيها ووقعوا في غرام سحرها حتى دون فهم كلماتها، ولكنهم شعروا بمدى دفء صوتها وسحره الذى يأخذك من عالمك إلى عالم الأحلام.
وفى النهاية أهدى لـ والدى "يا اللي مليت من الحب حياتي أهدي حياتي إليك" لأنه سيبقى الحب الأول والحقيقى دائما.

 

انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا