مع اقتراب الشتاء، يتصاعد القلق تجاه تفاقم معاناة النازحين واللاجئين في المخيمات، حيث لا توفر لهم الحماية الكافية من البرد والمطر ولا الأمان، وهي المعاناة التي ألهمت 4 من المبدعين لتصميم مشروع "ReRoot" الذي يهدف إلى إنشاء ملاجئ مستدامة ومرنة للمجتمعات النازحة عبر نهج بيئي، ويجمع بين الهندسة المعمارية التقليدية والمواد الحيوية المبتكرة التي صنع منها المشروع مثل الميسيليوم ونفايات النخيل المحلية. وشارك في فعاليات أسبوع دبي للتصميم كأحد المشاريع الفائزة بمسابقة أبواب 2024.
مشروع Reroot الصورة من أسبوع دبي للتصميم
ديما السروري مستشار التخطيط الحضري، ذات الأصول الفلسطينية وإحدى أعضاء الفريق قالت لـ"اليوم السابع": "فكرة المشروع جاءت بعدما لاحظنا أن خيم اللاجئين تدخل البرد ولا تحميهم من تسرب الماء والمطر. فحاولنا توفير حل يحافظ على أن يعيشوا بكرامة ويعطيهم الأساسيات التي يحتاجونها في الحياة في الفترة الانتقالية لما بعد الحرب".
مصممو ReRoot
أشارت ديما إلى أن الفترات الانتقالية بعد الحروب ليست مؤقتة كما يعتقد البعض وقالت :"الناس يتخيلون أن هذا الوضع في المخيمات يكون مؤقتا وينتهي بمجرد انتهاء الحرب، لكن الدراسات الصادرة عن الأمم المتحدة تقول إنهم قد يعيشون فيها لما يصل إلى 17 سنة. لذلك، كان لا بد من تقديم حل يوفر لهم الأمان والحماية من الظروف الجوية والمناخية."
لفتت إلى أن الحل الذي قدمه فريق ReRoot ليس مجرد وحدة سكنية طارئة، بل هو تصميم يعيد إحياء فكرة البناء المرتكز على المجتمع، مع التركيز على الاستعادة البيئية والتكيف الثقافي. "صممناه بحيث يكون مناسبًا للعيش المتكامل. فكرنا أيضًا في كيفية تحويل الوحدة الواحدة إلى مجتمع مترابط، فصممناه بحيث يمكن دمج أكثر من وحدة معًا ليناسب العائلات وفي الوقت نفسه يعطي تنوعًا في طريقة تصميمه، فهو مصمم ليقوم النازحون بتركيبه بأنفسهم وفقًا للدليل وبالتالي يمكن لكل منهم تركيبه بالطريقة التي تناسب احتياجاته وذوقه على عكس الملاجئ التي تتوفر الآن وكلها تشبه بعضها فتطمس هوية كل شخص المتفردة".
شكل المكان من الداخل
المشروع المستلهم بالأساس من الحرب على غزة وما يعانيه أهلها من النازحين من أوضاع غير آدمية، تضمن أيضًا مكانًا لحديقة منزلية تشير إلى فلسطين، حيث تتضمن زعتر وزيتون فلسطيني وقالت "ديما" : "يتضمن النموذج أيضًا حديقة يزرعون فيها الأشياء التي يحبونها مثل الزعتر والزيتون."
حديقة ملحقة بالوحدة
أشارت ديما إلى أن المواد المستخدمة في بناء الوحدات مستدامة وصديقة للبيئة وقالت "الخامة التي صنعنا منها النموذج ناعمة جدًا ولا تحتوي على أي مواد ضارة عند التنفس. هذه الخامات إذا أُعيدت إلى التربة بعد انتهاء الأزمة ولأنها طبيعية 100%، تنعش التربة وتخلصها من السموم لأننا نعرف أنه بسبب الحروب والقنابل، فإن التربة أيضًا تعاني من السموم والمعادن الضارة".
أخيرًا تأمل ديما أن يكون لهذه الوحدات دور في ربط اللاجئين بجذورهم في الأرض، وفي نفس الوقت مساعدتهم على بناء مجتمع يعيش في مكان آمن ونظيف. "فكرة المشروع أن يربطهم بجذورهم في الأرض، وفي نفس الوقت يساعدهم على بناء مجتمع والعيش في مكان آمن ونظيف حتى تنتهي الأزمة."
انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.