عروس القوصية، لم تكن بيترا أشرف نبيل، 26 عامًا، تعلم أن أمس الثلاثاء كان لها موعد مع القدر، فقد كانت بيترا مفعمة بالحلم، خرجت من منزلها في القوصية بأسيوط متجهة إلى عملها، لكنها انتهت من عملها مبكرًا، فقررت أن تركب ميكروباص الموت في حادث أسيوط، كان يحمل معه 14 راكبًا يقلهم إلى حيث القدر المحتوم، فلم يكن اتجاه الميكروباص إلى القوصية، ولكن إلى حيث يريد القدر.
عروس القوصية كانت تجهز لزفافها
ركبت بيترا أشرف نبيل، الصيدلانية، في الميكروباص، كانت تحلم بالوصول لمنزلها، حيث كانت تخطط لعرسها المرتقب، بيترا كانت سعيدة، فقد كانت مخطوبة منذ فترة قريبة، وتحلم بالمستقبل مع زوجها، كانت تجهز لزفافها، وتخطط لشراء فستان زفافها الأبيض.
خرجت عروس القوصية بيترا أشرف نبيل من عملها مسرع’، فقد كان أمامها كثير من الأمور تريد إنجازها، وكثيًرا من الأحلام السعيدة تنتظرها، لكن كل الأحلام تبخرت في لحظة عندما جاءت سيارة نقل كبيرة "تريلا" تحمل أسمنت خلف الميكروباص، الذي تستقله بيترا، وعند مدخل القوصية اصطدمت الـ "تريلا" بالميكروباص، لتتوقف بيترا عن حلمها، وينقلب فستان زفافها الأبيض إلى "كفن"، حيث لقيت بيترا مصرعها مع 13 آخرين، في مشهد مروع أهتز له الوجدان.
تأخرت بيترا فملأ الخوف قلب أسرتها
على الجانب الآخر كانت أسرة بيترا تنتظر ابنتها، كانت هناك كثيرًا من الأمور التي كان عليهم إنجازها مع ابنتهم الصيدلانية بيترا قبل حفل الزفاف، فقد كانت ذاهبة لشراء فستان الزفاف، لكن الخبر انتقل سريعًا إليهم، بدأت قلوب عائلة بيترا فارغة إلا من الخوف، لكن القدر قال كلمته، فأبنتهم بيترا أشرف نبيل كانت من بين ركاب ميكروباص الموت المنكوب في أسيوط، ماتت بيترا وتحولت الفرحة إلى حزن كبير سكن قلب عائلتها، وحول حلمها بالمستقبل إلى سراب.
بدأت الأصوات تتعالى، والصرخات تخرج من قلوب عائلة عروس القوصية بيترا أشرف نبيل، المشهد كان مخيفًا، وبدأ أهل بيترا وأصدقائها يكشفون عن ملامح حلم بيترا، الذي قضت عليه التريلا، وراح في ميكروباص الموت، لتهتز الوجدان مع كل حكاية عن عروس القوصية الطبيبة بيترا أشرف نبيل.
صرخات ودموع الفاجعة تملأ قلوب أقارب بيترا
خلف الدمار الذي خلفته التريلا، ومع أنقاض ميكروباص الموت، بدأت الحكاية بهمهمات تخرج من أقارب الطبيبة بيترا، ابنة المحامي أشرف نجيب في أسيوط، قال أحدهم بصوت يملؤه الحزن "خرجت بيترا من بيتها وكلها أمل وفرحة بقرب زفافها، وعادت جثة هامدة، وكأنها كانت في رحلة إلى الموت.. ماتت بيترا ولم تستكمل حلمها".
لم يكن أقارب وأصدقاء بيترا مصدقين أن حلم بيترا راح في لحظة، على يد سائق تريلا وداخل ميكروباص للموت، فالمأساة قلبت أرجاء القوصية، رحلت عروس القوصية بيترا أشرف نبيل، إحدى ضحايا الحادث المروع عند مدخل أسيوط، حكى عنها أحد أقارب بيترا، حيث قال: "كانت بيترا في طريقها إلى مدينة أسيوط لشراء فستان زفافها، استعدادًا ليومها عرسها المنتظر، لكن القدر شاء أن تعود إلى أحضان أسرتها في نعش، مرتديةً كفنها بدلًا من فستان الزفاف".
وبكلمات ممتزجة بالدموع والألم، حكى أحد أقارب بيترا تفاصيل الحادث، فقال: "خرجت بيترا من مركز القوصية، وركبت في ميكروباص، كانت سعيدة ولديها أحلام كبيرة، لكنها عادت جثة هامدة في كفن".
وروي أقارب عروس القوصية بيترا أن أسرتها كانت تنتظر بفارغ الصبر وصول جثمانها من المستشفى، لتبدأ إجراءات الدفن والتشييع، وسط حالة من الذهول وصرخات ودموع تملأ عيون عائلتها، وبرغم من التأكد أن بيترا كانت ضمن ميكروباص الموت، لكن كانت هناك حالة من عدم التصديق انتابت بعض أفراد عائلتها، التي كانت ترجو أن تكون ابنتهم من الناجين.
أحلام بيترا وجولي تنتهي في ميكروباص الموت
أحد أصدقاء بيترا روى الأحلام التي مزقتها التريلا داخل ميكروباص الموت، فقال: "حلم مصاحب حلم، كل حلم بيشد التانى عشان يلحقوا دقايق ورحلتهم تبدأ، أتفقوا قبل ما يركبوا، يسيبوا همومهم برا، شدوا حزام الأمان عشان يوصلوا بسلام، كل حلم قعد يحلم، حلم الفراخ بالملوخيه، حلم أوصل في المعاد، حلم بكرا، كل الأحلام حلوة ماعدا حلم واحد بس، أن حزام الأمان مكنش أمان، كل الأحلام اتبخرت فى الدخان متبقاش غير قميص عليه شوية دم من بكا الأحلام"
وكشف الأصدقاء عن الأحداث التي قضى عليها ميكروباص الموت، فقال: "بيترا ٢٦ سنة، زميلتنا في صيدلية رفعت في القوصية، خلصت شغلها بدري وركبت الميكروباص واتحركت، عروسة لسا مخطوبة بتحلم ببكرة وبتجهز لفرحها، بتحلم توصل في الميعاد، بتحلم بحياة جميلة، كل الأحلام اتبخرت.. وجولي ٢٥ سنة، زميلتنا في شركة Abott، من أكثر الناس البشوشة الأمينة جدًا في شغلها، للأسف مكنتش أعرفها لكن كل زمايلها تشهد أنه حد خسارة في الدنيا اللي احنا فيها دي، أما شيرين جمال، زميلتنا في شركة IBM، خلصت شغلها وكان نفسها توصل بيتها.. لكن باب السماء كان مفتوح، وابانوب سعيد ٢٤ سنة، البوستات كلها بتكتب عنه وتشهد عن قد ايه حياته كانت قريبة من ربنا.. كان لسا أبانوب كاتب علي صفحته "سنسافر يوما ما إلي السماء، فالأرض لم تكن موطنا لنا أبدًا"
أبناء أسيوط يشيعون جثمان عروس القوصية
وحكى صديق آخر فقال: "الحادثة صعبة جدًا جدًا وشباب ببداية طريقهم رحلوا في الحادث.. منهم اللى لسة بيبدأ طريقة، واللى نازلة تجيب فستان فرحها، واللى متجوزة بقالها شهرين، ولسة بتأسس بيت الحياة قصيرة جدًا"
وعبر هيرمينا ثروت جابر، أحد الأصدقاء عن حزنه فقال: "كانت بيترا رايحة تشترى فستان الفرح.. تشييع جثمان عروس القوصية ضحية حادث أسيوط.. شارك الآلاف من أبناء مركز القوصية في محافظة أسيوط في تشييع جثمان عروس القوصية الدكتورة بيترا أشرف نجيب عبد الملاك بعد الصلاة عليها في كنيسة الشهيد مارجرجس وسط أحزان خيمت علي المشاركين في الصلاة."
وعلق أحد البلوجرز سيد الشوالي على حادث عروس القوصية فقال: "عروس القوصية بأسيوط مشهد مروع اهتزت له الوجدان، طبيبة ذاهبة إلى شراء فستان الزفاف وتعود إلى بيتها بالكفن بدلًا من فستان الزفاف، بيترا أشرف نبيل أشعلت الحزن داخل صدور أهل أسيوط، الطبيبة كانت تستقل ميكروباص واصطدم بتريلا خلف الدمار في الميكروباص وماتت بيترا".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بوابة فيتو ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بوابة فيتو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.