نجاح ترامب الساحق سيجبره على مواصلة مسار بايدن - عاجل
من عجيب المفارقات أن أداء ترامب القوي من المرجح أن يدفعه نحو مواصلة مسار بايدن بدلا من إحداث أي تغييرات. الحقيقة أن الولايات المتحدة لم تعد مهيمنة، ولا تتحكم في الأحداث، بل تتصرف في إطار الظروف والعراقيل القائمة، وقدرة الرؤساء الأمريكيين على تحديد مسار البلاد، في المقام الأول في السياسة الخارجية، أصبحت الآن محدودة للغاية، ويتم وضع هذا المسار كقاعدة عامة بالاقتراب من الحد الأقصى الذي يمكن أن تتحمله البلاد بالقرب من سقف قدراتها.
وفي هذا الصدد، فإن التغييرات الأساسية ممكنة فقط نحو الأسفل، نحو تدهور موقف السياسة الخارجية للبلاد. فالضغوط المفروضة على الصين، على سبيل المثال، محدودة بسبب حقيقة أن النقص في السلع الصينية من شأنه أن يدفع نحو زيادة التضخم في الولايات المتحدة والغرب، بل وفي العالم أيضا.
لهذا فإن نتائج ترامب القوية تعني فقط أنه سيكون قادرا، في أفضل الأحوال، على البقاء بالقرب من الأسقف التي يمكن أن يتحملها بايدن، وسيتبع تقريبا نفس الخط الذي يستطيع بايدن تحمله. وإذا قام ترامب بأي تحركات مفاجئة، فإن السياسة الخارجية، ومن ثم الوضع السياسي الداخلي في البلاد سوف يتدهور بشكل حاد، وهو ما سيحاول الديمقراطيون استغلاله على الفور لتخريب ترامب أو حتى الإطاحة به. وبرغم أن النتائج السيئة كانت فرصة لإحداث تغيير، إلا أنه كان تغييرا سلبيا.
لهذا أعتقد أننا سنرى ترامب يحاول على نفس المنوال الذي شاهدناه به مع كوريا الشمالية، حيث أرسل حاملات الطائرات إلى هناك، لكنه اضطر إلى الانسحاب. وعليه، فسنشهد الآن فترة من محاولات ترامب الفاشلة لتغيير أي شيء.
بدوره سيحاول بوتين أن يلعب على عنصر الوقت، لأن روسيا لا زالت بعيدة عن تحقيق أهدافها، وليس هناك سبب للاندفاع للحصول على نتيجة أسوأ من الممكن تحقيقه.
سيواصل نتنياهو جرّ ترامب من شعره إلى حرب مع إيران بيد من حديد، وأعتقد أن موافقة ترامب من حيث المبدأ على الإجراءات المشتركة هي وحدها القادرة على تأخير الاستفزازات والهجمات الجديدة من قبل إسرائيل.
في المقابل، فإن مجال المناورة المتاح لإيران قد تقلص إلى حد كبير. وإذا كانت طهران تمتلك القدرة على إنتاج الأسلحة النووية، ففي رأيي أنها ستنتقل الآن من الصبر الاستراتيجي إلى التصعيد من أجل الإعلان عن وجودها باعتبارها السبيل الوحيد لوقف العدوان الإسرائيلي. وإلا، فسنشهد التوقيع السريع على اتفاقية التعاون الاستراتيجي مع موسكو مع كل ما يحمله ذلك من عواقب محتملة. في كل الأحوال، سيواجه ترامب مقاومة وقيودا على هذا الصعيد.
ربما يكون شبه النجاح المدوي الوحيد هو فرض عقوبات جديدة صارمة ضد الصين، والتي لن تستجيب لها بكين أو ترد عليها بشكل ضعيف. لكن هذا سيكون نجاحا مؤقتا، حيث يستغرق الارتداد الاقتصادي بعض الوقت ليعود ويضرب ترامب في مؤخرة رأسه.
بالتالي، فإن الوضع لن يتغير إذا كان ترامب حذرا ومعتدلا، أو على الأقل لن يتغير الوضع نحو الأفضل، لأن مسار التاريخ يفترض أنه يدفع بالولايات المتحدة نحو الهاوية. أما إذا بدأ ترامب في التصرف بنشاط، فمن المرجح أن يتدهور الوضع بشكل حاد. وفي غضون بضعة أشهر على أية حال، سيبدأ ترامب في خسارة أنصاره بسرعة. وكلما زاد الأمل، كلما زادت خيبة الأمل. بعدها سيأتي الوقت المناسب.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة نبض ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من نبض ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.