يمر اليوم 95 عاما علي إنشاء أقدم استاد في مصر وقارة إفريقيا استاد الإسكندرية، الذي افتتح عام 1929 في عهد الملك فؤاد الأول وعلى اسمه سُمي "ملعب الملك فؤاد"، والذي جري بناؤه علي أطلال سور الإسكندرية القديم.
أستاد الإسكندرية وسور الزهري القديم
هو الاستاد الوحيد في مصر الذي يضم بين جنباته أثرا إسلاميا يرجع إلى القرون الوسطى، وهو جزء من سور الإسكندرية القديم أو ما يسمى بوابة الزهري التي تعود إلى العصر الإسلامي
المقصورة الملكية للملك فؤاد
وكذلك يعد استاد الإسكندرية الاستاد الوحيد في مصر الذي أنشئ به مقصورة ملكية مكونة من طابقين الأول للملك وحاشيته وضيوفه، والطابق الثاني للملكة والوصيفات، وتحمل المقصورة نقوشا بحرف f نسبة للملك فؤاد الأول، ولا تزال تضم مقتنيات ملكية حتي الآن.
كما أن بوابات الاستاد المؤدية لملعب الماراثون بنيت على طراز أقواس النصر اليونانية الرومانية، وكان لها الأثر في تصميم الملعب الأوليمبي في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي اكتسب فكرته من بوابات استاد الإسكندرية.
وتدير محافظة الإسكندرية الاستاد وتشرف عليه وزارة الشباب والرياضة، كما أن وزارة الآثار تهتم وتتابع الآثار الموجودة داخله، ومدير الاستاد في الوقت الحالي اللواء هشام لطفي مساعد وزير الداخلية الأسبق، يسعي لتطوير الاستاد مع الحفاظ علي طرازه التاريخي وطابعه الأثري.
فكرة إنشاء الاستاد ومهندس روسي يصممه
وترجع فكرة إنشاء الاستاد، الي عام 1909 وطرحها اليوناني الأصل أنجلو بولاناكي، والذي كان يعمل مندوبا لمصر باللجنة الأولمبية، على مجلس بلدية الإسكندرية آنذاك، بهدف استضافة مصر أول دورة للألعاب الأولمبية في تاريخها، والتي كان مقررا إقامتها سنة 1916، ورعى الفكرة الأمير عمر طوسون الذي تبرع من ماله الخاص بألف جنيه وهو مبلغ كبير في هذا الوقت.
وأسندت مهمة التصميم للمهندس الروسي فلاديمير نيكوسوف، فيما كلفت شركة إنشاءات إيطالية بأعمال بمعاونة عمال مصريين، واعتمد في تصميمه على دمج أشكال من الحضارة الرومانية اليونانية بالتصميم الحديث لربط الفكرة بالألعاب الأوليمبية القديمة.
اختيار موقع الاستاد
ووقع الاختيار على موقع إنشاء استاد الإسكندرية في الحي اللاتيني وسط المدينة، نظرا لقرب موقعه من ساحة الألعاب في العصر اليوناني الروماني، والتي كانت تضم الجيمانزيوم وساحة السباق قبل 2000 سنة، ليكون بمثابة بعث فعلي للبطولة الأوليمبية لارتباط المكان بالحضارة اليونانية الرومانية.
إلا أن فترة الحرب العالمية الأولى أوقفت التنفيذ، واستمر الأمر على هذا الحال حتى رحيل الخديو عباس حلمي الثاني، وبعد انتهاء الحرب تولى السلطان فؤاد الأول حكم مصر، وحاول أصحاب الفكرة إحياءها من جديد وإقناع "فؤاد" بتوفير الدعم، إلا أن الأوضاع السياسية والاقتصادية وضعف مصادر التمويل ساهمت في تأخير أعمال التنفيذ حتى عام 1925.
حفل لوتري لجمع تبرعات البناء
بعد نفاد الأموال التي أنفقت في تأسيس الاستاد قبل افتتاحه اضطر القائمون على التنفيذ إلى جمع التبرعات والمساهمات المالية المتنوعة، حتى بلغ إجمالي المبلغ 132 ألف جنيه مصري، تم خلالها جمع ربع المبلغ بالتمويل عن طريق اليانصيب "اللوترية" فيما تبرع عدد من كبار رجال الدولة ومنهم الملك فؤاد الذي قدم مبلغ 3 آلاف جنيه.
كان استاد الإسكندرية السبب في ظهور علم شعار دورة الألعاب الأوليمبية المعروف في أنحاء العالم للمرة الأولى في تاريخ الأولمبياد، ويرجع ذلك إلى أن أصحاب الفكرة عندما قرروا بناء الاستاد سنة 1914 كان من الضروري كسب دعم الخديو عباس حلمي الثاني حاكم مصر في هذا الوقت، فاتفق عمر طوسن وأنجلو بولاناكي على إقامة بطولة أوليمبية صغيرة بمنطقة الشاطبي، بمناسبة مرور 20 عاما على إعادة إحياء الألعاب الأوليمبية آنذاك، وجرت مخاطبة باعث الألعاب الأوليمبية الحديثة البارون الفرنسي "بيير دي كوبرتان" الذي كان أسس اللجنة الأولمبية الدولية في سنة 1894.
ورحب "بيير دي كوبرتان" بدعم بناء ستاد الإسكندرية وعلى إثر ذلك قرر أن يعطي الأفضلية لمدينة الإسكندرية بالكشف عن تصميم يظهر لأول مرة لشعار البطولة – عبارة عن علم يحمل الدوائر الخمس التي تمثل قارات العالم- وذلك من أجل إقناع الخديوي، وأرسل العلم إلى مصر من أجل رفعه في البطولة الأوليمبية الصغيرة التي حضرها في منطقة الشاطبي لتعضيد فكرة إنشاء الاستاد وظل العلم في حيازة مصر حتى بداية الستينات إلى أن أعيد مرة أخرى إلى اللجنة الأوليمبية الدولية.
افتتاح الاستاد بمباراة الاتحاد
افتتح ستاد الإسكندرية في 17 نوفمبر عام 1929 في بطولة متواضعة تمثلت في مباراة بين فريقي الاتحاد السكندري والقاهرة والإسكندرية وفاز فيها الاتحاد بنتيجة 1 صفر.
زار الاستاد عدد من الشخصيات التاريخية الشهيرة ومنهم فيكتور عمانويل الثاني آخر ملك لإيطاليا والذي دفن في الإسكندرية ونقل رفاته قبل سنوات إلى إيطاليا، كما زاره محمد رضا بهلوي شاه إيران الذي تزوج من الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق، وكان الاستاد مثالا للتباهي في بلدية الإسكندرية، الأمير أحمد فؤاد ابن الملك فؤاد وأسرته.
حاز استاد الإسكندرية على الصدارة التاريخية في أشياء عدة، فهو أول ستاد أوليمبي في إفريقيا والشرق الأوسط، حيث كان يوجد في مصر ملاعب مختلفة لرياضات متنوعة من بينها كرة القدم والرجبي، إلا أنها لم تكن مصممة لاستضافة البطولات الأولمبية.
شهد الاستاد تنظيم أول بطولة لألعاب البحر المتوسط عام 1951 وأول بطول في تاريخ الألعاب العربية عام 1953
تقدر مساحة الاستاد بنحو 60 ألف متر مربع، وكان يسع وقت افتتاحه 25 ألف متفرج، وشهد عددا من أعمال التطوير في أعوام 1996، 2006، 2017" وأخيرا 2019 لكأس الأمم الإفريقية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بوابة فيتو ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بوابة فيتو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.