في قلب مدينة فوة، مدينة التراث التي صنفتها اليونسكو كرابع أكبر مدينة أثرية في العالم وثالث أكبر مدينة أثرية في مصر، تتجدد الحياة في حرفة النول اليدوي، حيث يمتزج التراث بالحاضر، نجحت مبادرة "نولا" ضمن مبادرات مديرية الشباب والرياضة، في أن تكون شعلة مضيئة للحرفيين، بعد فوزها ببرنامج "الشباب صُنّاع السياسات"، والذي ينفذ في إطار مشروع  ودعم الحوكمة العامة والاقتصادية في مصر" الذي تنفذه منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كجزء من برنامج الشباب صناع السياسات وهو برنامج مشترك بين الحكومة المصرية؛ المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة (الذراع التدريبي لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي).

فريق نولا.. شباب يقودون التغيير

وراء هذا الإنجاز الكبير، يقف فريق عمل متكامل جمع بين التنظيم، المتابعة والتقييم، التدريب والتيسير، بقيادة السفيرة دعاء شوقي راشد، مؤسِسة المبادرة، التي نجحت في توحيد جهود مجموعة من الشباب الطموح لإحداث تغيير حقيقي في حياة الحرفيين.

إنجازات نولا.. خطوات ثابتة نحو التنمية المستدامة

منذ انطلاقها، نجحت "نولا" في دعم 150 حرفيًا عبر استمارات تحديد الاحتياجات، واختيار 20 منهم للتدريب المكثف، وتقديم محو الأمية الرقمية وتعليم المهارات الرقمية الخضراء لـ 150 مستفيدًا من الحرفيين والطلاب وتنظيم 8 ورش عمل تدريبية لتحويل الأفكار إلى مشاريع ناجحة، وتعليم الحرفيين استراتيجيات التسويق الحديثة، والترويج للحرف من خلال السياحة عبر تنظيم 10 زيارات لأماكن أثرية وتسليط الضوء عليها في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وبيع 100 منتج خلال شهر فقط، حيث أطلقت المبادرة تصميمات عصرية للحقائب التي تمزج بين التراث والحداثة.

وكذلك المشاركة في معارض كبرى مثل معرض المؤتمر العربي للتطوير المهني ومعرض رأس السنة في برج القاهرة، وإقامة شراكات مؤثرة من خلال ربط حرفيي جمعية الكليم بطلاب مدرسة النسيجية، لإجراء تدريبات عملية داخل الجمعيات وتعزيز التعاون بين الأجيال، وإشادة وتقدير.. "نولا" تجربة ملهمة

حصل فريق العمل على تقييمات متميزة من الحرفيين والمتدربين، الذين أكدوا أن المبادرة لم تقتصر على التدريب، بل قدمت لهم فرصة حقيقية لتطوير مهاراتهم والانطلاق في سوق العمل، كما أشاد المدربون بالمبادرة، مشيرين إلى أنها وفرت تجربة تعليمية شاملة ومؤثرة.

يستعد فريق "نولا" الآن لتنظيم معرض مميز على مدار يومين الجمعة والسبت (31 يناير - 1 فبراير) من الساعة الحادية عشر صباحا إلي الساعة السادسة مساء بمدينة فوة التراثية، لعرض منتجات الحرفيين، مع حفل تكريم لخريجي الدفعة الأولى من المبادرة، ليكون تتويجًا لمسيرة نجاح استمرت شهورًا.

"نولا" ليست مجرد مبادرة، بل نموذج يحتذى به في إحياء الحرف التراثية ودعم الحرفيين، مع دمج الابتكار والتكنولوجيا في هذه المهن التقليدية، لتظل فوة عاصمة النول اليدوي نابضة بالحياة، ولتثبت أن الحرف التراثية يمكنها أن تكون جزءًا من المستقبل.

التدريب بالمدرسة النسيجية

المشاركون في المبادرة

تدريب الفتيات على فن صناعة السجاد والكليم

جانب من الفعاليات

جانب من المبادرة