التمويل اللامركزي | حتى اسمك لا يهم لتقترض بعض الأموال
ربما تسائلت يومًا عن السر وراء الأهمية البالغة للبنوك في حياتنا كأفراد أو مؤسسات أو حتى دول. تخيل أن لديك مبلغ فائض من المال، في تلك الحالة أمامك عدة سُبل منها:
إيداعه في البنك للحصول على فوائد تحمي أموالك من التآكل بفعل التضخم، أو شراء سندات حكومية
التوجه للاستثمارات طويلة الأجل مثل العقارات والذهب والأسهم وصناديق الاستثمار
والخيار الأخير للربح السريع كالمضاربة بالأسهم أو العملات بأنواعها (فوركس كريبتو)
تُعد البنوك الخيار المفضل لمعظم الناس لأنها توفر التوازن المثالي بين الحفاظ على قيمة المال وإمكانية الوصول إليه بسهولة (السيولة). وتعمل البنوك وفق نموذج أعمال ذكي، حيث تستثمر الأموال المودعة لديها عن طريق إقراضها لأشخاص محتاجين للتمويل مقابل فائدة أعلى من تلك التي تدفعها للمودعين. فإذا كان لديك وديعة استثمارية، يمنحك البنك جزءًا من هذه الفوائد، وإذا كان حسابك جاريًا، يحتفظ البنك بالفوائد كاملة كأرباح له.
بالطبع للبنك العديد من الخدمات والاستثمارات الأخرى لكن الإقراض هو «جوهر عمل البنوك»
يحرص البنك على حماية أمواله المقرضة من خلال إجراءات تقييمات صارمة تشمل دراسة السجل الائتماني للمقترضين، درجاتهم الائتمانية، والتحقق من دخلهم، إلى جانب متطلبات أخرى. ومع ظهور البنوك الرقمية، أصبحت عملية طلب القروض أكثر سهولة وسرعة وكفاءة؛ إذ يمكن للعملاء التقديم إلكترونيًا في أي وقت ومن أي مكان.
وتعتمد هذه البنوك في عملها على الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والعديد من التقنيات المتطورة لتقليص الأعمال الورقية وتبسيط الإجراءات البيروقراطية، بسبب سهولة الوصول إلى بيانات المُقترضين، الذي بدوره يُسهّل اتخاذ القرارات. ومع ذلك، تظل البنوك الرقمية تشترط توفر معلومات أساسية موثقة عن العميل قبل منح القرض.
يعتمد ذلك النوع من التمويل على النظام المالي التقليدي والذي يُسمى بـ«التمويل المركزي»؛ إذ يعتمد على البنوك كوسيط ضروري بين المقرضين والمقترضين؛ ما يجعل الحصول على القروض صعبًا أو مستحيلًا لبعض الأشخاص بسبب الشروط الصارمة. ونتيجةً لذلك، ظهر مفهوم «التمويل اللامركزي - Decentralized finance» كحل بديل يعتمد على تقنية البلوكتشين لإزالة الوسطاء من النظام المالي، إذ يمكن للأفراد إجراء المعاملات المالية مباشرة فيما بينهم دون الحاجة إلى وسطاء تقليديين.
لكن، كيف يعمل ذلك التمويل اللامركزي؟ وهل سيشكل عالمًا ماليًا مشفرًا موازي للنظام المالي التقليدي؟ هذا ما سنتعرف عليه في مقالتنا.
كيف يعمل ذلك العالم اللامركزي؟ تُعد الفكرة الأساسية للتمويل اللامركزي أنه لا توجد سلطة مركزية لإملاء قواعد مُحددة لتطبيقها، أو أي جهه تتحكم في العمليات. ويعتمد التمويل اللامركزي على نظام (شبكات النظراء - Peer to Peer)، إذ يتيح ذلك النظام التعاملات المالية المباشرة بين الأطراف دون وسيط. وتعمل تقنية البلوكتشين على أتمتة هذه المعاملات؛ إذ تُخزن كل عملية في كتلة غير قابلة للتعديل أو الحذف بعد التحقق منها، ثم تضاف إلى سلسلة الكتل.
وتتميز سلسلة الكتل بأمان استثنائي لأن الكتل مترابطة بشكل تسلسلي عبر المعلومات المشتركة بينها. يجعل هذا الترابط من شبه المستحيل تغيير معلومات أي كتلة دون التأثير على السلسلة بأكملها، والذي بدوره يوفر مستوى عالي جدًا من الأمان إلى جانب البروتوكولات الأمنية الأخرى.
ومن الناحية العملية، يستخدم المتعاملون تطبيقات تقدم لهم «محافظ لامركزية - Decentralized Wallets» تعتمد على نظام المفتاح الخاص (Private Key). يعمل هذا المفتاح ككلمة مرور تتيح للمستخدم التحكم في توكيناته - Tokens وعملاته وعملياته الرقمية. كما يضمن المفتاح الخاص عدم إمكانية استرجاع أو إلغاء المعاملات، على عكس بعض العمليات في النظام المصرفي التقليدي.
صُممت تطبيقات التمويل اللامركزي للتواصل مع البلوكتشين، إذ تسمح للأشخاص باستخدام أموالهم في عمليات الشراء أو القروض أو أي ساتخدام يرغبون فيه دون الحاجة إلى طرف ثالث.
حتى اسمك لا يهم! يُمكن للمستخدم تحديد معاييره الخاصة أو شروطه عند دخول تطبيق التمويل اللامركزي، على سبيل المثال يمكن للمستخدم تحديد أنواع الضمانات أو نسبة الفائدة أو مدة القرض أو المبلغ في حالة المقترض أو المُقرض. لتوضيح أكبر، في معدل الفائدة، يمكن للمستخدم تحديد النسبة المئوية التي يرغب في تحصيلها أو دفعها. كما يمكن.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة نبض ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من نبض ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.