في الماضي، كانت قائمة المؤثرين في القطاع التقني تقتصر على الابتكارات التقنية وتطوراتها. ولكن هذا العام، شهدنا تداخلًا غير مسبوق بين التقنية والسياسة، كما اشتبكت مع أقوى غريزة بشرية «غريزة البقاء»؛ إذ شعرنا بالذعر من الذكاء الاصطناعي في بعض الأحيان، تجادلنا لساعات وأيام عن مخاطر الذكاء الاصطناعي المحتملة: هل سيستبدلنا؟ هل ستستولي الروبوتات على العالم وتقضي علينا؟لكن رُغم هذه المخاوف، كان عامًا مليئًا بالابتكارات التقنية والنقاشات الفلسفية التقنية. وبالطبع، كان عامًا من استغلال الكيان الصهيوني المُحتل لأسلحته ومشاريعه العسكرية التقنية ضد الشعب الفلسطيني الباسل. ولكن المفارقة أن هذا العام كان الأكثر «فضحًا» للكيان الصهيوني؛ إذ لعبت التقنية والشخصيات الشجاعة دورًا في «تجريس» العدو وتوثيق جرائمه. في مقال اليوم، سنعرض قائمتنا للمؤثرين في القطاع التقني. نعم، عزيزي القارئ أعلم أننا لا يجب أن ننسب النجاحات لشخص واحد؛ إذ يتبعه آلاف العاملين والمبتكرين. لكن هكذا هو العالم يُنسب الفضل للقائد والظاهر في الإعلام، فكر كم ممثل تعلم عنه، وفي المقابل كم مخرج ومؤلف وملحن وسيناريست؟الذكاء الاصطناعي سام ألتمان وخلف الستار ساتيا ناديلا حققت شركة OpenAI نجاحات غير مسبوقة كشركة ناشئة قلبت موازين التقنية في بضعة أعوام. تسبب سام ألتمان "Sam Altman" الرئيس التنفيذي بعاصفة استقالات ضربته طوال العام لاعتراضهم على سياسة ألتمان المتهورة والمخالفة لمبادئ الشركة. تأسست OpenAI كشركة مفتوحة المصدر تسعى لإفادة البشرية، لكن قرر ألتمان مدعومًا من ساتيا ناديلا "Satya Nadella" الرئيس التنفيذي لميكروسوفت ضرب تلك المبادئ عرض الحائط.وفي اجتماع سري هذا العام، أشار ألتمان أن الشركة ستتحول للربحية بالكامل في 2025. لكن إن غضضت الطرف قليلًا عن طريقة تكوين الشركة، ستجد أن تحول الشركة للربحية هو السبيل الوحيد لاستمرارها وتوسعها؛ إذ تجاوز حجم الشركة وتكاليفها مجرد شركة ناشئة يمكن دعمها.بدأت توجهات ألتمان في تغيير عالم الذكاء الاصطناعي بالفعل منذ إطلاق GPT 3.5 في 2022، لكن هذا العام أعلنت الشركة عن منتجات ثورية ستغير شكل حياتنا أبرزها عائلة OpenAI o3. ستترك تلك الشركة تحت قيادة ألتمان علامة قادمة في تاريخ التقنية ربما بشتى أنواعها. خاصةً بعد تخليها عن إحدى بنود سياساتها، الذي ينص على منع استخدام منتجاتها لأغراض عسكرية وحربية. ففي ديسمبر 2024، كشفت الشركة عن تعاونها مع شركة أندرويل لدمج الذكاء الاصطناعي في تقنيات الجيش الأمريكي.ساندار بيتشاي Don t be Evil ساندار بيتشاي "Sundar Pichai" الرئيس التنفيذي لألفابيت الشركة الأم لجوجل نافست جوجل بقيادة بيتشاي هذا العام بكل قوتها رغم تخييمها في المحاكم طوال العام تنتقل من قضية احتكار إلى أخرى. وأطلقت جوجل مجموعة من منتجات الذكاء الاصطناعي هذا العام التي تتضمن:Gemini 1.5عائلة Gemma مفتوحة المصدرGemini 2.0 Flash Thinking المنافس لعائلة o Reasoning من OpenAIويمكن تجربتهم بإصدارات توكينز مختلفة من خلال Google AI Studio الذي أطلقته الشركة في ديسمبر 2023. ذلك بالإضافة إلى Veo 2 المنافس القوي لـSora، إلى جانب دمج الذكاء الاصطناعي في الأندرويد. في الواقع عند إحصاء إصدارات وإسهامات تلك الشركة على مدار العام سيبدو الأمر مخيفًا. تتغلغل تلك الشركة في أعماق استخدامتنا اليومية بشكل يجعلها مُستحقة عن جدارة «سحبها للمحاكم» لامتلاكها الكثير من العالم في جيوبها!اختتمت جوجل العام بقيادة بيتشاي بإصدار الرقاقة الكمومية الخارقة Willow، التي أجرت عملية حسابية في أقل من خمس دقائق، مقارنة بالعشر سبتيليون سنة (10 أس 25) التي تستغرقها الحواسيب الفائقة، وهو رقم يفوق عمر الكون نفسه! ولكن رغم كل ذلك كونت عداوة رُغمًا عن اتجاه تلك الشركة وقائدها؛ إذ صدرت العديد من الوثائق والجرائم التي ساهمت جوجل فيها بالتعاون مع الاحتلال ضد الفلسطينيين في الحرب على غزة. ولكن رُغم تورط العديد من الشركات التقنية العملاقة الأخرى، فكانت جوجل الأكثر تبجحًا ووقاحة من بينهم، سأترك لك عزيزي القارئ تغطيتنا لتلك الوثائق والجرائم.مؤتمر تكنولوجي لجيش الاحتلال يتضمن خطط حربية برعاية جوجل!تقارير جديدة | مشروع نيمبوس لجوجل متورط مع شركات أسلحة استخدمت في غزةمارك زوكربيرج بياناتك شغلتها وخسرت معايا مارك زوكربيرج "Mark Zuckerberg" الرئيس التنفيذي لشركة ميتا (فيسبوك سابقًا) كلما تذكرت زوكربيرج أتذكر بياناتي وهي منتشرة في جميع أنحاء الإنترنت، وتُستغل بكل الطرق! الطريف في الأمر أننا لن نتمكن من فعل أي شيء ولن نتخلى عن حساباتنا على تطبيقات ميتا نظرًا لأهميتها. أعتقد أن سرقة زوكربيرج هي السرقة الوحيدة التي نعلمها جميعًا ونصمت عنها ونرضى بها، ربما لأننا نتشارك المأساة نفسها.تألقت ميتا هذا العام في المجال الذي لطالما كان زوكربيرج مُغرمًا به العالم الافتراضي إذ أطلقت نظارة الواقع المعزز Orion متحديةً قوانين فيزيائية لتطويرها، التي وصفتها بأنها الأكثر تطورًا في العالم. تبدو إسهامات ميتا في 2024 كأنها تتنبأ باقترابنا من نقلة حقيقية نحو العالم الافتراضي.في عام 2023، تسائل الجميع لما تتأخر ميتا في الذكاء الاصطناعي؟ كيف لشركة بذلك الحجم والأهمية والقدر الكافي من البيانات بألا تكن على الساحة تنافس بشراسة. بقيادة زوكربيرج تخطت Meta AI عدد المستخدمين لـChatGPT، رغم أن الذكاء الاصطناعي لميتا لم يكن قد وصل لجميع أنحاء العالم. وأعلنت الشركة أيضًا عن مزايا ثورية في الذكاء الاصطناعي، مثل الدبلجة بالذكاء الاصطناعي لصناع المحتوى مع مزامنة حركة الشفاة!وعلى الصعيد السياسي، كان لزوكربيرج حضور حذر هذا العام بصورة لافتة، حتى أنه مدح دونالد ترامب! لكن في الجانب الآخر من العالم، حيث يرانا هؤلاء أقل مرتبةً من البشر، ساهمت ميتا في مشاريع تقنية مع الاحتلال الصهيوني في الحرب على غزة. سُمي ذلك المشروع الدموي الإجرامي بـ«لافندر». من المؤلم بل والمدمر كيف أن سفاكين الدماء مازالوا في حياتنا رُغمًا عنا. لكنها قواعد اللعبة؛ حيث إن بالعلم والتقنية سيصبح العالم في قبضة يدك، ولن يتمكن من الإفلات حتى لو لم تحكم إغلاق يدك!السياسة والتقنية إيلون ماسك رجل تقنية أم وزير أمريكي؟ خلال العام الماضي، بعد الحرب على غزة تأكدت أننا نعيش في عالم فاسد بأكمله، عالم يثبت جميع وجهات النظر القائلة بإن الأموال تشتري أي شيء. بما في ذلك النفوذ والنفوس أيضًا؛ ولأن إيلون ماسك "Elon Musk" هو الشخص الأغنى في العالم، ودونالد ترامب "Donald Trump" هو الشخص الأكثر طمعًا في العالم، لذا اجتمعا معًا.برز ماسك في 2024 كسياسي محنك وأمريكي قومي؛ إذ سخّر موارده الكامنة في ثروته وموقع التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقًا) في الهجوم على بايدن وحكومته، مع الدعم الكامل لدونالد ترامب. وتسبب دخول ماسك في الوحل السياسي بجعله محل اتهام للتأثير على الرأي العام الأمريكي والتلاعب بالانتخابات الأمريكية. ولم يكتفِ بذلك؛ بل أنه تدخل في سياسات العديد من الدول كالبرازيل، عندما رفض حظر حسابات اعتبرتها الحكومة تنشر معلومات مضللة عن الانتخابات الرئاسية البرازيلية.قد يهمك أيضًا:التقنية جمهورية أم ديمقراطية | كيف ستحدد الانتخابات ملامح مستقبلهاإيلون ماسك يعرض جائزة مليون دولار للتصويت لترامبوأخيرًا، أصبح ماسك أول رجل تقنية يتولى منصبًا قياديًا في الحكومة الأمريكية؛ حيث أصبح وزيرًا لوزارة جديدة تُدعى «وزارة الكفاءة الحكومية». ورغم انشغال ماسك في عالم السياسة؛ فقد قدم لنا هذا العام الروبوت البشري «أوبتيموس» والمُصمم للاستخدام المنزلي لأداء مهام، مثل التسوق ورعاية الأطفال! كما يستمر ماسك في تطوير شركته xAI ونيورالينك وكرهه لسام ألتمان، لا أدري كم نسخة من إيلون ماسك في العالم لأداء كل.....لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه