فرار الرئيس السوري بشار الأسد، إلى جهة مجهولة، وبث مشاهد على الهواء لتساقط المدن السورية الواحدة تلو الأخرى، أمام زحف الفصائل المسلحة بدون مقاومة تذكر حتى وصولها إلى العاصمة السورية "دمشق"، مشاهد وأخبار لم يستوعبها العقل العربي حتى الآن، لما هو معروف عن النظام السوري الحديدي منذ حقبة الأب حافظ الأسد.
سقوط بشار الأسد في أيام
كيف سقط بشار الأسد في غضون أيام معدودات، وأين الجيش السوري، ولماذا تخلت إيران وروسيا عن النظام السوري، وتركته وحيدا يواجه مصيره؟! جميع هذه الأسئلة التي أثارت الحيرة تحمل السطور التالية إجابات حصلت «فيتو» عليها من مصادر عدة، سردت معلومات متطابقة تضع القارئ المصري والعربي أمام صورة كاملة عن ليلة "إسقاط" الأسد من عرينه.
البداية وفق تأكيدات المصادر، أنه في الكواليس وقبل أي تحرك، تم التوافق بين تركيا وروسيا وإيران حول ضرورة رحيل الأسد، وحصلت موسكو من الاستخبارات التركية على معلومات حول موعد بدء هيئة تحرير الشام والفصائل المنضوية تحتها، الزحف المسلح نحو العاصمة "دمشق".
وقبل انطلاق العمليات المسلحة، تركزت المباحثات الثلاثية بين "موسكو وأنقرة وطهران" حول ضرورة تجنب استهداف المدنيين، وإقناع الأسد بانتهاء دوره مع تقديم ضمانات بخروج آمن له ولأفراد أسرته، تجنبا لدخول البلاد في حرب أهلية تستمر لأعوام قادمة.
اتفاق بين روسيا وإيران وتركيا على رحيل الأسد
بعد التفاهمات بين الثلاثة الكبار الفاعلين في الأزمة السورية، أجرت موسكو اتصالات مع بشار، وأقنعته بضرورة التخلي عن منصبه طواعية بعدما رفض طرح مبادرة سياسية لاحتواء الأزمة قبل اندلاعها، وحذرته من قدوم البلاد على كارثة في ظل وجود حاضنة شعبية مرحبة بالثورة المسلحة ضد نظامه.
مع تقدم الفصائل المسلحة باتجاه حلب والسيطرة عليها بعد مقاومة على استحياء من الجيش السوري وترحيب الأهالي الواسع بها بانسحاب القوات النظامية واستقبال الفصائل بالحلوى والورود، في هذه المرحلة طلبت روسيا من الأسد إعطاء أوامر للجيش السوري بالانسحاب وعدم الانخراط في مواجهة عسكرية، وتم تنسيق الأمر مع الإيرانيين والأتراك.
وبعدما تمكنت الفصائل المسلحة من تطويق حمص، تسارعت التحضيرات لعقد الاجتماع الثلاثي لمجموعة آستانة في العاصمة القطرية "الدوحة" على المستوى الوزاري، وتزامنا مع الاجتماع الثلاثي، تم الاتصال بالأسد وتقديم ضمانات أمنية له ولكل أفراد عائلته بخروج آمن، مع تأكيد أهمية عدم إبداء مقاومة وتوجيه تعليمات للقطاعات العسكرية، وإعلان بيان التنحي عن منصبه.
تخلي روسيا وإيران عن دعم بشار الأسد
بهدف وضع ضغوط على الأسد لإقناعه بالرحيل الطوعي عن منصبه، أخبره الروس والإيرانيون بعدم القدرة على دعمه عسكريا كالسابق، ووصلت الرسالة عبر مسئول إيراني - يرجح أنه وزير الخارجية عباس عراقجي- ومع الشعور بغلق جميع خطوط الإمداد، أبدى الأسد موافقة على مقترح الخروج الآمن، وأصدر وزير الدفاع السوري، أوامر للجيش والفروع الأمنية التابعة للمؤسسة العسكرية بعدم المقاومة، وتوجيه الضباط والجنود لالتزام بيوتهم وخلع البزات العسكرية وارتداء ملابس مدنية.
وعقب الالتزام بتنفيذ بشار للاتفاق الذي أبلغ به مسبقا، وحمل ضمن بنوده منحه لجوءا إنسانيا إلى روسيا، وبالفعل تم نقله من مطار العاصمة السورية "دمشق" إلى موسكو، وكل ما أشيع حول الطائرة التي تم إسقاطها ونشر شائعات عن مقتله هدفت لخلق حالة بلبلة داخلية حول مصيره في الوقت الذي كان قد وصل روسيا واستقر برفقة أسرته في مقر إقامته، وهي عملية خداع أشرفت عليها روسيا.
وفيما يتعلق بأسباب تخلى روسيا وإيران عن دعم النظام السوري، قالت المصادر، إن إيران من جهته وبعد الضربات التي تولد لديه شكوك حول اختراق النظام السوري من العمق في ظل الاستهدافات المتتالية لمستشاريها العسكريين في الأراضي السورية، باتت على قناعة بأن الدفع بمزيد من القوات يعني فناء تلك العناصر هناك بعدما لمست تصدع النظام وتعرضه للخيانة من العمق.
إضافة إلى ذلك هدفت طهران إلى الابتعاد عن المشهد السوري قبل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف تفويت الفرصة على القوى الغربية التي تمتلك خطة جاهزة لتوجيه ضربة وقائية لمفاعلاتها النووية ومصانع الأسلحة الاستراتيجية والبقاء في سوريا عسكريا سوف يقدم لإسرائيل وأمريكا الذريعة الكافية لتوجيه تلك الضربة.
روسيا من جانبها شعرت بملل من الأسد، وأرهقت بالداخل السوري ماليا وعسكريا وباتت في طور عقد صفقة حول أوكرانيا تقضي بفرض سيادتها على الأراضي التي ضمتها بالقوة العسكرية وتثبت الوضع على الأرض، إضافة أيضا إلى إرهاق نظام الأسد لها في التزامه بوقف إطلاق النار في إدلب، وتعمدت عناصره وميلشياته خرقه أكثر من مرة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بوابة فيتو ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بوابة فيتو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.