عرب وعالم / بوابة فيتو

هل يعود بشار الأسد مجددا لحكم سوريا، قراءة فى سيناريو مفاجئ محتمل حدوثهالأربعاء 11/ديسمبر/2024 - 09:43 م يقول الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن احتمالية عودة بشار الأسد مستقبلا لحكم سوريا، وخلق مناكفة سياسية أمر وارد، لكنه يعتمد على مدى امتلاكه القدرة داخليا على ت

  • 1/2
  • 2/2

فرار، هروب، خلع، إسقاط... بشار الأسد، جميع المفردات السابقة باتت تسبق اسم الرئيس السوري بشار الأسد، الذي استقر فى روسيا بعدما منحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حق اللجوء (الإنساني) وليس السياسي، وسنوضح الفارق بينهما فى السطور التالية ضمن تقرير مطول يرصد مدى إمكانية عودة الأسد لحكم سوريا.

الفارق بين اللجوء السياسي والإنساني

بعد ساعات من الضبابية وغياب المعلومات حول وجهة بشار الأسد، بعد فراره من دمشق، أعلنت روسيا عبر وسائل إعلامها أن الأسد وعائلته موجودون فى البلاد، بعدما منحه بوتين حق اللجوء الإنسانى، بقرار رئاسي ويبدو أن قرار الكرملين فى مسمى اللجوء يرمى لأهداف مستقبلية.

أوضح الخبير القانوني العراقي، علي التميمي، الفرق بين اللجوء الإنساني والسياسي وفق القانون الدولي.

مبينا إن "الاتفاقية الدولية لعام 1951 الخاصة باللجوء والبروتوكول الملحق بها لعام 1967 قد وضعت أساسًا هامًا يتمثل في منح اللجوء السياسي وحظر تسليم اللاجئ لأي مساءلة قانونية أو محاكم دولية، وشدد هنا على أهمية التفرقة بين اللجوء السياسي واللجوء الإنساني".

وتابع الخبير القانوني العراقي، بأن "اللجوء الإنساني -الذي حصل عليه الأسد- يمنح للأفراد الذين يعانون من قلاقل واضطرابات في بلدانهم، ما يعرضهم لانتهاكات حقوق الإنسان أو ضغوط شديدة ويتم منحه وفق شروط وقواعد محددة تحمي الأفراد من المخاطر التي تهدد حياتهم".

بوتين والأسد، فيتو
بوتين والأسد، فيتو

أما حق "اللجوء السياسي يختلف من حيث الشروط والمتطلبات فهو يمنح للشخصيات السياسية التي لها دور وممارسة سياسية، كأن يكون رئيس دولة، معارضًا سياسيًا، أو شخصًا تنحى عن السلطة".

مشيرًا إلى أن "قبول طلب اللجوء السياسي عادة ما يكون قرارًا سياسيًا من الدولة التي تمنحه، ما يضفي عليه مزيدًا من الحصانة".

ونوه خبير القانون الدولي، أن "اللاجئ السياسي يتمتع بحصانة أكبر في القانون الدولي نظرًا لقلة أعداد الأشخاص الذين يتقدمون للحصول عليه، ما يجعلهم محط تركيز أكبر في الحماية القانونية"، وهو نوع من الالتزام بمبادئ الاتفاقية الدولية لعام 1951 والبروتوكول الملحق بها يمثل ضمانًا لحقوق اللاجئين ومنع انتهاكها.

وهنا يتضح، أن روسيا لم تعترف فى قرار بوتين، بتنحي الأسد عن السلطة ومعاملته كلاجئ سياسي، بل صبغت القرار بالصيغة الإنسانية تحسبا لمتغيرات فى المستقبل، وإمكانية عودته لوطنه فى حال تبدل الظروف المصاحبة لصدور القرار.

هل يعود الأسد لحكم سوريا مستقبلا

وهنا يقول الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن احتمالية عودة بشار الأسد مستقبلا لحكم سوريا، وخلق مناكفة سياسية أمر وارد، لكنه يعتمد على مدى امتلاكه القدرة داخليا على تواجد مؤيده فى الحراك الدائر، وتأمين كتلة ضامنة لنظامه تمكنها من تلك العودة المحتملة مستقبلا.

نزوح القادة بسبب المناخ السياسي

وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سي"، قد يتسبب المناخ السياسي ببعض البلدان في نزوح قادة إلى المنفى، وتعد باكستان أحد أبرز الأمثلة على ذلك.

وأشارت إلى بنظير بوتو، رئيسة وزراء باكستان الراحلة، كانت رحلتها السياسية متقلبة بصورة كبيرة، فقد نفيت مرتين، ولكن بعد كلتا الفترتين (أولا في المملكة المتحدة ثم في الإمارات العربية المتحدة)، عادت إلى باكستان وأصبحت رئيسة وزراء البلاد - وباتت أول امرأة على الإطلاق تتزعم دولة ذات أغلبية مسلمة - وقد شغلت هذا المنصب مرتين من عام 1988 إلى 1990، ومن عام 1993 إلى 1996.

تشكيل الأسد حكومة سورية في المنفى 

ولا يستبعد المراقبون، إمكانية قيام بشار الأسد بتشكيل حكومة سورية فى المنفى، ومناكفة السلطة القائمة حاليا فى البلاد التى يتوقع لها الخبراء عدم القدرة على الاستقرار والاستمرار.

ويشهد التاريخ الحديث، أمثلة حية على ذلك أبرزها زعيم التبت الداي لاما، فبعد وصول القوات الروسية إلى التبت عام 1959 اضطر الداي لاما الرابع عشر للجوء إلى الهند مع والدته وشقيقته ثم لحق به الآلاف من مؤيديه وأتباعه على مراحل.

أسس هناك، إدارة مركزية لحكومة التبت في المنفى في دهار مسالا بولاية هيمشال براديش شمال الهند، وأنشأ أيضًا برلمانًا تبتيًا عام 1960 ثم أصدر دستورًا للتبت في عام 1963.

وبالطبع تمتلك القوى العظمى والدول الكبيرة إمكانية نزع اعتراف دولي بمثل هذه الحكومات، وفى الحالة السورية نفسها دعمت تركيا منذ المظاهرات ضد الأسد فى 2011 إبان ثورات الربيع العربي، تأسيس حكومات موازية للنظام فى دمشق، وانتزعت اعترافات من بعض الدول وقتها، وناكفت نظام بشار فى الحصول على مقعده بجامعة الدول العربية، والذي ظل مجمد حتى وقت قريب.

 

استنساخ تجربة جيش صدام مع بشار

وبعيدا عن العواطف والإدانة الواجبة لنظام الأسد على جرائمه بحق شعبه، لكن بالحسابات العقلانية، لابد من الاعتراف أن جذور تاريخ حكمها التى بدأت منذ عهد والده حافظ والممتدة لنحو 6 عقود، ساعدته فى خلق دولة عميقة متمثلة فى أجهزة أمنية واستخبارات ومؤسسة عسكرية لها قادة يدينون له بالولاء.

حافظ وبشار، فيتو
حافظ وبشار، فيتو

مصالح هؤلاء جميعا مرتبطة بـ آل الأسد، وبما يملكونه من خبرات مقارنة بميلشيات مسلحة تفتقر الخبرة السياسية والأمنية، تعزز لهم الغلبة فى خلق الفوضى، وعدم الاستقرار الداخلى ودفع الشعب للتندر على أيام حكم الرئيس المخلوع، ولن يكون مفاجئا خروج أصوات تقدم الاعتذار له تتندر على أيامه رغم مرارته.

كما أن حالة الغبن التى تتملك حكام سوريا الجدد ضد الجيش النظامي، والمرجح التعامل مع قيادته بنزعة انتقامية بعد قرار حل المؤسسات الأمنية، يجهل من أفراده ميلشيا مدربة تمتلك الخبرات القتالية، وشاهدنا فى العراق أبناء الجيش النظامي وكيف تمكن عزة الدوري فى لملمة حزب البعث ورجال الجيش وظل طوال 17 عاما قادرا برجاله على نسف أي فرصة لاستقرار العراق.

 

مباركة دولية متوقعة حال انفلات الأوضاع

بالرغم من حالة الترحيب الدولي الطاغية على المشهد السوري حاليا، ومباركة رحيل بشار عن السلطة، الصادرة عن المجتمع الدولي، من غير المستبعد حال قدر لسوريا الدخول فى نفق حرب أهلية وتنازع ميلشيات مسلحة بنزعة عقائدية وطائفية، تبدل المواقف الدولية والميل لتمكين حكومة جاهزة تضمن الاستقرار الداخلي بفرض شروط جديدة بشأن علاقاته وتحالفاتها وضمان أمن إسرائيل.

مخاوف عائلة الأسد العلوية فى الساحل السوري

يعتبر العلويون السوريون جزءا من فئة العلويين العرب التي يبلغ تعدادها حوالي 4 ملايين نسمة، يعيش أغلبهم في منطقة تمتد بشكل هلالي على الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط من شمال لبنان إلى سهول كيليكيا في تركيا، والعلويون السوريون هم أكبر فئة بين العلويين العرب، ويشكلون حوالي 12% إلى 15% من سكان سوريا، أي حوالي 3 ملايين نسمة.

وخلال تاريخ حكم عائلة الأسد، دفعت هذه الطائفة من دمائها وقوتها بل ومن وجودها ذاته لاستقرار حكم الأسد، بسبب التهميش الذي تعرضته له عبر تاريخها، وكان أبن الطائفة بمثابة طوق نجاة لهم وحولهم من عصبة دينية مهمشة إلى عصبة سياسية تحكم سوريا.

وبالرغم من انتشار بيانات عدة موقعة من رجال دين ومشايخ علويين في منطقة القرداحة "مسقط رأس الأسد" في شمال محافظة اللاذقية، يعربون فيها عن تأييدهم "للنهج الجديد وللجيش الوطني"، لكن يتملك أبناء الطائفة حالة من  الرعب من ما هو قادم، ويملك هؤلاء السلاح ومع الدعم الروسي المحتمل لهم من غير المستبعد أن يصبح أفرادها فصيل مسلح على الأرض قادر على صناعة حالة فوضى.

لعبة المشاريع الإقليمية

الخلاصة أيضا، أن ما حدث فى سوريا وخروج أطراف خاسرة من المعادلة -إيران وروسيا- لن يتركوا الأرض ممهدة للأتراك، حتى وأن كانت هذه الأدوار فى الخفاء لكن تلك الدول بما تملكه من قدرات مالية وعسكرية قادرة على دخول اللعبة من خلف ستار عبر جماعات موالية لها داخلية.. لتكتشف تركيا في نهاية المطاف تورطها فى مستنقع اعتقدته أرضا موعودة.

اقرأ أيضا: 

 

 

 

 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بوابة فيتو ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بوابة فيتو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا