السعودية / نبض

ما أحسنّي ضيف وما أخسّني مضيّف

كانت جدة (المعفّش)، تتحلِي ولها نبؤات كثيراً ما صدّت، وتتخيّل حفيدها المنتظر كما شقفة البدر، وتعبي فيه قصايد قبل ولادته، (وبعد ياجي لفرختنا ولد ويجي مفاكرة) متفائلة بقدوم سليل عائلة ما ينداس في جرينها، يحمل الشيمة، ويكبّر العزيمة؛ ويفزع لليتيمة.

فتح المولود عينيه على الحياة، في موسم برد يجمّد فيه الماء فوق برطم الشارب، وعندما تلقفته جدته العامريّة ما أعجبتها خلقته، وتذاومت به، وطالما ناكفت أمه، قائلة (ليتهم رقدوا، منين التقطت هذا الفرخ المعفّش، عسى بقعا تلقطك وتحدحد بك غار ما له قرار)؟ وهي لأدبها، لا ترد عليها، وتكتفي بقربعة الحلل والصحون والطيّس، وتضمر في نفسها أنها عجوز بلغت سنّ التخريف، ولذا لا تُلقي بالاً لما قالته وتقوله، لأنها واثقة من نفسها، وعائلة زوجها كلهم فروخ مخنفرين.

في يوم ختانه وعمره سبع سنوات، حزّمته الجدّة بالجنبيّة، وحطت فوق رأسه عقال جدّه المقصّب، وغرّزته بالريحان والسذاب، وحفشت ثوبه من وسطه عشان لا يتحوس بالدم، وما غير شاف شفرة المطهّر، تناوش الريع وخلاهم، والجدة تصيح أعقب لا تفشلنا، ما يعوّر يا الذّلال يا الرخمة، تشرد من قطع جلدة كما الظفر الزايد؛ والله لانشر لك السوداء، فالتفت نحوها، وقال خليه يقطع صغيرة من ظفرك الزايد، وانشر لك البيضاء في سوق الخميس؛ فتضاحك الحضور وتركوه.

مع صلاة العشاء، تحايلت الجدة عليه، وطبخت له (دنقه) ويوم استوى راقداً، لزمته هي وأمه والمطهّر عند الباب بشفرته، وما أصبح إلا يعلوي ويحتلج فوق الجناح ويغني (أنا الصبيّ المطهّر، طهارتي شبر في شبر، والبنت بكرة بتكبر، وتردف شداد المعنتر).

ورث المعفّش عن أسلافه، مرزقاً يكفيه ويكفي ذرا ذراه، لكن ايده مخروقة، ونفسه هملة، تولفوا حوله عيال الثلوث والربوع، وأغروه بالملذات، فانفتحت شهيّته على المُتع، وسالت ريقته وهو من أوّل طِرع، فاشترى رادي، وشنطة بِكم، وأسطوانات للطرب، وقطمة سكّر، وصندوق شاهي، وكل ليلة شداوي وغناوي، يذبح للرفاقة من حلال الفاني الذي ضاق به من كثره المراح، ويكيّف ويضيّف، والنفاخين يدبّجون.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه

انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة نبض ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من نبض ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا