سلط مسلسل "وتر حساس" الذي يعرض حاليا على شبكة قنوات ON الضوء على إحدى الظواهر الاجتماعية الخطيرة وهي ظاهرة الغيرة بين الأشقاء والأقارب وامتدادها لأجيال لاحقة، حيث ظهر ذلك من خلال أحداث المسلسل عندما ظهرت النجمة إنجي المقدم التي تجسد شخصية كاميليا وغيرتها الشديدة التي وصلت إلى حد الانتقام المستمر والقتل من ابنة خالتها "سلمى" التي جسدت دورها النجمة صبا مبارك وأسرتها بالكامل.

صبا مبارك وانجي المقدم في وتر حساس

منذ بداية حلقات المسلسل عندما ظهرت والدة صبا مبارك "لطيفة فهمي" تغير من شقيقتها والدة إنجي المقدم حتى بعد وفاتها ظلت تغير منها، نظرا لزواجها من أحد رجال القانون الذي يتمتع بالمنصب والنفوذ والمال ويعمل في المحاماة، وكانت أم سلمى دائما ما كانت تضعها في مقارنات بالغة التعقيد مع ابنة خالتها كاميليا وتشعرها دائما أنها بجانبها لا تسوى أي شيء.

مسلسل وتر حساس

وتعليقا على هذه الظاهرة، تقول ميادة عابدين الكاتبة والاستشارية في المجال الأسري والنفسي، إن خطأ المقارنة بين الإخوة والأقارب تقع فيه الكثير من الأمهات، وإنه عندما تقارن أحد أبنائها بإخوته أو بأطفال العائلة فإن هذا أمر سلبي للغاية يؤثر على نفسية الطفل من صغره، لأن اعتقاد الأمهات بأن ذلك الأمر يحث الطفل على روح التنافس ما هو إلا اعتقاد خطأ يُدخِل الطفل في حالة توتر مستمرة .

ميادة عابدين

وأكدت عابدين أن كل شخص فينا لديه قدراته الخاصة والمقارنة تخلق منه شخص مريض ومؤذى، وللمقارنة بين الأطفال آثار سلبية كثيرة، منها أنها تجعل الطفل لا يقدر ذاته ولا يحترمها مهما كانت قدراته وتجعله يفضل الانعزال، حيث يجد في العزلة النجاة من المقارنات والتقليل من شخصيته أمام الآخرين، الاستهتار بنفسه وإهماله لنفسه؛ كره الآخرين وتجنب التعامل مع من يقارنه بغيره سواء كان أب أو أم .

ونصحت الكاتبة واستشاري العلاقات الأسرية والنفسية في نهاية، الأمر بعدم مقارنة الابن بغيره من الأطفال والأبناء، لأنك بذلك تصنعين طفل غير سوى نفسيا عدوانى غير متزن يتولد لديه دائما كره للآخرين ويمتد هذا الكره والضرر للأهل نتيجة خلقهم لشخص مشوه نفسيا؛ مؤكدة أن الدعم النفسي للأطفال واحترام قدراتهم واختلافهم يجعلهم أكثر ثقة وتميزا.