هل تستحق البرمجة وقتك، أم أن الذكاء الاصطناعي يأخذ مكانها؟
منذ عامين تقريبًا، حاولت دخول عالم البرمجة. كنت أتمنى أن أتخصص في مجال تطوير الويب، وبدون بحث مني عن المجالات الفرعية ضمن هذا المجال نفسه ومتطلباته، بدأت مباشرةً بتعلم ما سمعته يتكرر على مسمعي دون تحقق مما إن كان فعلًا الجزء الذي أريده من مجال تطوير الويب، وهكذا تعلمت كلًا من HTML و CSS، وبعد 6 أشهر من الدراسة والممارسة، اكتشفت أنني اتخذت مسارًا خاطئًا بتعلمي، فقد تبين لاحقًا أن HTML و CSS موجهتان لتطوير الوجهات الأمامية من مجال تطوير الويب، بينما ما رغبت فيه كان يتعلق بالجانب الخفي من مواقع الويب.
وهذه كانت انطلاقة سلسلة جديدة من التشتت، فقد بدأت بتعلم لغات مختلفة في كل مرة دون وجهة واضحة، حيث بدأت بتعلم لغة C++ وبعد فترة انتقلت إلى لغة بايثون Python، حتى وجدت نفسي مشتتة بين عشرات المسارات غير المكتملة!
تمنيت عندها أن أجد من يرشدني أو يوجهني إلى المسار الصحيح؛ وبعد بحث مطول، اكتشفت أخيرًا أن أغلب الخبراء يوصون بضرورة التأكد من تعلم أساسيات البرمجة عبر اللغة التي أحتاجها وأريد التخصص فيها ضمن المجال الفعلي الذي أريد التخصص فيه وليس أي لغة عشوائيًا؛ منها لضمان التواجد بالسوق مهما حصلت به من تغيرات عبر إتقان الأساسيات، ومنها لاختصار الطريق وتعلم ما يدعم مجالي وأهدافي دون تشتت.
وبعد فهم وحل المشاكل التي كنت أعاني منها، قررت أن أكتب لك عزيزي القارئ هذه المقالة. فهي مُوجهة إلى كل من يريد اقتحام هذا العالم لتصبح دليلًا شاملًا لتعلم البرمجة. وسأحرص أن أنقل لك كل ما تعلمته من تجربتي حتى لا تقع في نفس أخطائي، وسأنطلق من أبسط المفاهيم.
ما هي البرمجة؟ البرمجة ببساطة هي كيفية مُحادثة الكمبيوتر لتخبره بأوامر لينفذها فورًا. وكي تُنفذ طلباتك على نحو صحيح؛ عليك أن تكون دقيقًا وواضحًا وبسيطًا. ولتحقيق ذلك، تخيل الأمر على أنك وجهازك فريق؛ إذ تعمل أنت على التفكير في المشكلة، ثم تقسمها لأجزاء صغيرة، وتبدأ في التحدث مع جهازك لتخبره بتلك الأجزاء التي ستشكل في النهاية حل للمشكلة.
لكن تقف اللغات عائقًا أمام تواصل الفريق، فالآلة لا تستطع فهم لغات البشر والعكس صحيح. لأن الكمبيوتر لغته مُكونه من رقمين (0,1) وتُسمى النظام الثنائي (Binary System)؛ وعند التحدث له يبدأ باستخدام مكوناته الداخلية لفهم وتنفيذ ما ترغب في قوله.
تتضمن مكونات الكمبيوتر الداخلية المعالج (CPU)، والكارت الرسومي (GPU)، والمازربورد، والرامات، بالإضافة إلى التخزين. تحتوي جميعها على ما يُسمى «بالترانزيستورات»؛ وهي أجزاء متناهية الصغر تعمل على تشغيل وإيقاف التيار الكهربائي.
ومن خلال الترانزستورات يبدأ الكمبيوتر بفهمك ثم تنفيذ طلباتك. ويحدث ذلك بالآلية التالية: الـ1 يسمح بمرور التيار الكهربائي، بينما الـ0 لا يسمح بمروره؛ ولأن لغته محدودة جدًا فإنه يحتاج مليارات التركيبات بين الإيقاف والتشغيل وبالتالي مليارات الترانزستورات. ولكن كيف أتحدث مع الكمبيوتر؟ هل استمر بكتابة سطور من الـ0 والـ1؟
لا نحتاج مبرمجين بعد الآن! عنوان تلك الفقرة عزيزي القارئ هو لسان حال أحد الأشخاص من حولك؛ الذي لا يبحث ابدًا عن صحة المعلومات التي تعصف بالإنترنت. ذلك هو العام الثالث الذي ما زلنا نستمع فيه إلى أن الذكاء الاصطناعي سيستبدل المُبرمجين! رغم أن العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي يمكنها الآن كتابة كود بسرعة البرق؛ فببساطة هي تكتبه فقط!
عندما تحدثت معك عن تعريف البرمجة؛ كان دورك الأول هو «التفكير في حل المشكلات»، ذلك الدور هو جوهر البرمجة. والذي سيظل الميزة البشرية الأسمى والأهم؛ لأنه يجد الحلول بنظرة مُعقدة جدًا لا يمكن للآلة أن تحاكيها، أهم تلك التعقيدات هي المشاعر والتعاطف، التجربة الإنسانية بأكملها، التي تؤهلك لمعرفة ما يقاسيه بني البشر لتتمكن من العمل على حله.
وإذا سألت أي مبرمج من حولك يستخدم الذكاء الاصطناعي في عمله، سيخبرك أنه لطالما اصطاد أخطاء من الكود المُولد! ولكن دعنا نفترض أن الذكاء الاصطناعي سيصل لمرحلة أنه لا يخطئ ابدًا، لم أنت بحاجة إلى تعلم لغات البرمجة؟
لأنك ببساطة لا يمكن أن تتعامل مع كود لا تستطيع قراءته! إذ ستصبح مثل محمد شومان «أستاذ ممتاز» في فيلم «فول الصين العظيم» عندما كان مُسافرًا مع محمد هنيدي «محيي الشرقاوي»؛ وسُرِق منه ورقة مكتوبة بالصينية كان يظن أنها ستساعده، لكن اتضح أن مكتوب فيها «لدي مخدرات!».
لكن في المقابل، هذا لا يعني أن عليك تجاهل الذكاء الاصطناعي تمامًا! بل على العكس، فإن عدم تعلمه هو الخطر الحقيقي الذي قد يُعرِضك للاستبدال. فالمبرمج الذكي اليوم ليس من يرفض الذكاء الاصطناعي، بل من يستفيد منه بذكاء لتحسين إنتاجيته وزيادة مهاراته. المستقبل لن يكون لمن يتجاهل التطورات، بل لمن يعرف كيف يستخدمها لصالحه. عليك أن تتعلم الذكاء الاصطناعي ليس فقط لفهمه، ولكن لتجنب أن تصبح خارج نطاق المنافسة في سوق العمل المتغير بسرعة.
وهنا يأتي دور دورة الذكاء الاصطناعي من أكاديمية حسوب، التي تقدم لك الفهم العميق لمجال برمجة الذكاء الاصطناعي، وفيها ستتعلم أساسيات بايثون ومعالجة البيانات بمختلف أنواعها، وستتعامل مع مختلف نماذج الذكاء الاصطناعي مثل GPT من OpenAI و LLaMA من Meta وكيفية دمجها مع تطبيقاتك العملية. تعلم الآلة، التعلم العميق، وغيرها من المعرفة التي لا تنتهي. ونصيحة لا تجعل الذكاء الاصطناعي عدوك، بل اجعله سلاحك الأقوى في عالم التطوير!
وإن كنت تبحث عن مصدر تعلم مواكب لتغيرات السوق، فانضم إلى المجال الذي يناسبك من بين الدورات المتاحة بأكاديمية حسوب، التي تقدم محتوى منهجي متجدد يتوافق مع جديد السوق باستمرار، مما يضمن لك قوة التواجد في السوق البرمجي ومواكبة تغيراته بكل سهولة.
لغات برمجة أم لغات بشرية برمجية؟ صُممت لغات البرمجة لنتمكن من إجراء محادثة بكلام مفهوم بالنسبة للبشر مع الكمبيوتر. إذا كنت تقرأ المقال من كمبيوتر، اضغط كليك يمين، ستظهر لك قائمة اختر منها Inspect. وابدأ بقراءة الكلمات المكتوبة؛ ستجدها كلمات إنجليزية مفهومة وذات معنى، لكننا سبق وأشرنا أن الكمبيوتر لا يفهم لغة البشر!
نعم قارئي العزيز؛ لا يستطيع الكمبيوتر فهم تلك اللغات البرمجية مثلما تفهمها أنت، إذ يحتاج إلى مترجم يُسمى Compiler أو Interpreter. والذي يعمل على تحويل لغات البرمجة إلى لغة مكونة من الـ0 والـ1 كي يفهمها ويبدأ في تنفيذها. وعلى الرغم أن الكلمات المتفرقة في لغات البرمجة يمكن فهم بعضها كلٌّ على حِدة؛ لكن لا يُمكِنُنا كتابتها، فهل لمجرد أنني أعرف الحروف الإنجليزية يمكنني قراءة الإيطالية؟
في الواقع كل لغة برمجية تشمل ما يُسمى بالـSyntax، والذي يقابله في اللغات البشرية القواعد اللغوية (Grammar). لذا، لتتحدث تلك اللغات عليك أن تتعلم القواعد الخاصة بها.
أُريد تعلم أفضل لغة برمجة! ما هي أفضل لغة برمجة كي أتعلمها؟ عادةً ما نطرح هذا السؤال قبل رحلتنا في هذا العالم. ولكن في الواقع عزيزي القارئ، أنت لا تسأل السؤال الصحيح! بل إننا لن نستطيع أصلًا الإجابة على هذا السؤال بصورة مطلقة؛ فكل لغة لها مزاياها وعيوبها التي تجعلها أكثر ملائمةً لمجالات دون غيرها من مجالات البرمجة المختلفة.
ولأزيدك من الشعر بيت؛ تعلم لغات البرمجة ليس أمرًا صعبًا، بل إنك ستتعلم العديد من اللغات المختلفة خلال رحلتك المهنية في هذا العالم، وسيصبح تعلم لغات البرمجة أمرًا عفويًا لا يستغرق منك سوى أيام أو حتى أسابيع على الأكثر. ولكن كيف؟
البرمجة، عزيزي القارئ، تعتمد على مجموعة مفاهيم أساسية، مثل المتغيرات، والثوابت، والدوال، والجمل الشرطية. هذه المفاهيم مشتركة في جميع لغات البرمجة، مع اختلاف طرق كتابتها حسب قواعد كل لغة. لذا، إذا أتقنت أساسيات البرمجة بإحدى اللغات، ستجد الانتقال إلى لغات أخرى أمرًا طبيعيًا وسلسًا.
وأنصحك بالاطلاع على الدليل الشامل لتعلم البرمجة من أكاديمية حسوب؛ حيث تجد كل ما تحتاج معرفته عن مفاهيم وأساسيات البرمجة، بالإضافة أيضًا إلى مصادر وتوثيقات هامة ستضعك على الطريق الصحيح لتبدأ رحلتك في عالم البرمجة.
أخيرًا، اعلم أن البرمجة ليست كتابة أكواد فحسب؛ بل هي سلسلة من المهام التي تتمحور حول هدف واحد هو «حل المشكلات». والمشكلات قد تكون بعض الأخطاء الذي ظهرت في منتجك النهائي، وقد تكون إحدى الطلبات المُخصصة أو تطبيقات الويب التي طلبها منك صاحب المشروع. وهنا يأتي دورك في التفكير وإيجاد الحل الأفضل لهذه.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة نبض ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من نبض ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.