مثل سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، هزة لدول الجوار، التي تملكها القلق من فوضى محتملة في الداخل السوري، في ظل تفكك المؤسسة العسكرية، لكن خلال الأيام الماضية، ظهر أن هناك ترتيبات جاهزة لنظام حكم جديد، وتشكلت حكومة مؤقتة جديدة بعد أيام قليلة من هروب الأسد، وتتالت زيارات الوفود الدبلوماسية والأمنية.
تجنب سوريا للهزات ورسائل طمأنة لدول الجوار
وتعليقا على المشهد الحالي فى سوريا ومدى احتمالية توتره أو تطوره، يقول الباحث في العلاقات الدولية، محمد صادق، إنه منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الجاري، بات من الواضح أن سوريا لم تتعرض لهزات داخلية وتسير بخطى ثابتة نحو الاستقرار والبناء، وتعمل الحكومة المؤقتة التي تشكلت فور وصول قوات إدارة العمليات العسكرية بقيادة هيئة تحرير الشام إلى العاصمة دمشق، على إرساء دعائم الاستقرار الأمني والإقتصادي، وبعث رسائل طمأنة لدول الجوار.
وأضاف، أن قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع المعروف سابقا بـ أبو محمد الجولاني، أظهرت الأخبار المتدفقة من الداخل السوري، أنه يحرص على متابعة يتابع الوضع الأمني في البلاد بهدف السيطرة على حالة الانفلات الأمني الفردية التي تظهر في بعض المناطق، ويتبنى خطابا يوصي الجميع فيه بأن سوريا وطن للسوريين بجميع أعراقهم ودياناتهم.
أحمد الشرع يطارد فلول نظام بشار الأسد
وتابع، أن أحمد الشرع قد اتخذ عدة قرارات بعقوبات صارمة للمخالفين، وتوعد بمحاسبة جميع رموز النظام السابق الذين تلطخت أيديهم بسفك دماء السوريين وهو ما ظهر خلال الحملات الأمنية التى يشنها الأمن العام على فلول النظام، وشملت تعليمات الإدارة الجديدة العفو عن ضباط وجنود الجيش الذين لم يشاركوا في قمع واضطهاد أبناء سوريا، ووجهت دعوة لهم لتسوية الأوضاع.
كما استقبل الشرع خلال الأيام الماضية، العديد من الوفود الأجنبية والعربية في دمشق في الأيام القليلة الماضية، وأوضح لهم رؤيته لمستقبل البلاد بعد إسقاط نظام بشار، إذ عبّرت الوفود عن تضامنها ودعمها للتغيير الحاصل في سوريا وأهمية الحفاظ على السلم الأهلي، وأبدت استعدادها التام لمساعدة السوريين في إعادة بناء الدولة الحرة.
واستطرد، أن الإدارة الجديدة في سوريا بحاجة ماسة إلى الدعم المادي والاقتصادي الخارجي للنهوض بالبلاد التي استمرت فيها المواجهات العسكرية لأكثر من ثلاثة عشر عامًا، وتحاول الحكومة الحالية برئاسة محمد البشير الاستفادة من علاقاتها المميزة بتركيا التي دعمت الثورة السورية بكافة الأشكال.
وألمح، إلى أن تركيا كانت الداعم الوحيد للمعارضة السورية منذ البداية لتحقيق أهدافها بإسقاط النظام، في الوقت الذي صرح بأن "تركيا تعتبر ممثلة للمجتمع الدولي في الملف السوري، حيث تتقاطع مصالحها مع مصالح دولية عديدة، وأن "الحكومة المؤقتة في دمشق ستجري تغييرات سياسية بناء على النصائح التركية المقدمة لها.
تركيا تملك أوراق اللعبة في سوريا
ونوه، بأن منسق السياسات الإستراتيجية والاتصالات بمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيري، أكد أن "الإدارة الحالية ترى أن أنقرة ستظل لاعبًا أساسيًا في الملف السوري، مثلما كانت على مدى السنوات الـ 14 الماضية، مما يجعل الدولة التركية تتمتع بنفوذ اقتصادي ودبلوماسي وعسكري في هذه المرحلة.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد نقلت عن مسئولين أمريكيين وأتراك بأن تركيا وحلفاؤها يحشدون قوات على طول الحدود، لتنفيذ عملية عسكرية "وشيكة" في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شمال سوريا، وأن وخطوة تركيا تُثير مخاوف من هجوم كبير على أراض يسيطر عليها الأكراد.
وفى هذا الشأن يقول، إن أمريكا تعد حليفة للأكراد في الشمال السوري، ولن ترضى بهزيمتهم عسكريًا، مما قد يشعل فتيل صراع جديد يمكن أن يطول في البلاد، في حين يرى العديد من الخبراء أن تركيا قد تتوجه نحو إعادة ترسيم الحدود مع سوريا برا وبحرا بهدف فرض واقع جغرافي جديد في المنطقة على أقل تقدير.
مشيرا إلى أن تركيا التي دعمت المعارضة السورية منذ يومها الأول وجهودها التي حالت دون القضاء على الثورة السورية بالكامل بسبب مجازر النظام التي تعرض لها الشعب السوري، لها فضل على السوريين، إلا أنها لا يجب أن تمرر مصالحها الخاصة على حسابهم، وعليها أن تحافظ على موقفها المبدئي والإنساني تجاه الشعب السوري.
الصراع الدائر في سوريا يحمل أبعادا إقليمية ودولية
لافتا، إلى أن الصراع الدائر في سوريا يحمل أبعادا إقليمية ودولية ويجب أن يتوقف، وعلى الإدارة الجديدة في سوريا التعامل مع كل الأطراف الدولية بشكل يحقق مصالح السوريين في المرتبة الأولى، موضحا أنه بجانب النفوذ التركي الكبير في سوريا، يجب مراعاة المصالح الأمريكية والروسية الموجودة على الأرض، واحتواء الخلافات فيما بينها ورسم سياسة وطنية تحقق التوازن بين هذه القوى الكبيرة.
وشدد، على أن الاستفادة من هذه القوى على الأرض اقتصاديًا وعسكريًا ممكنة عبر التفاوض وإعطاء بعض الامتيازات التي لا تتعارض مع وحدة الدولة وقرارها السيادي، محذرا من إشعال المواجهة من جديد بين السوريين والأكراد بناء على رغبة تركية، خصوصًا في ظل التربص الإسرائيلي على الحدود الجنوبية وخلقها تبريرات واهية للتدخل العسكري واحتلال أراض سورية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بوابة فيتو ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بوابة فيتو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.